بعض واقعنا
تعبيراً عن واقع حال أمة الإسلام اليوم وما وصلت إليه، وبث لما في الصدر من ألم وهم .. وهو وصف لواقع لم ينج منه دعاة الإسلام والمجاهدين في سبيله من قهر وظلم: أَمَا لَنَا زَوْرَقٌ إِلاَّ مَآسِينَا تَهْوِي بِنَا وَرِيَاحُ القَهْرِ تَطْوِينَا تَصَرَّمَ الدَّهْرُ وَالأَنْظَارُ حَائِرَةٌ بِأيِّ شَطٍّ نَرَى الأَحْدَاثَ تُرْسِينَا وَلَوْعَةُ الحُزْنِ تَسْرِي فِيْ ضَمَائِرِنَا تَقْتَاتُ رَجْعًا شَجِيًّا مِنْ أَمَانِينَا وَاللَيْلُ وَالدَّهْرُ لَيْلٌ كُلُّهُ أَبَدًا يَجِيشُ بِالدَّمْعِ مَوْجًا فِيْ مَآقِينَا هَذَا الفَضَاءُ سَرَابٌ لَا قَرَارَ لَهُ ضَاعَتْ بِأَرْجَائِهِ أَصْدَاءُ حَادِينَا لَا يَنْزِفُ الجُرْحَ إِلَّا مِنْ جَوَانِحِنَا لَا يَسْكُنُ القَيْدُ إِلَّا فِيْ أَيَادِينَا سِرْنَا وَلَمْ تَصْحَبِ الدُّنْيَا مَسِيرَتَنَا نَبْكِيْ وَلِلمَجْدِ شَدْوٌ مِنْ أَغَانِينَا عَلَىْ لَظَىْ اليَأْسِ أَرْسَيْنَا مَرَاكِبَنَا وَفِيْ حِمَى البُؤْسِ لَمْ تَبْرَحْ مَغَانِينَا قَدْ عَادَ يَرْحَمُنَا مَنْ كَانَ يَحْسُدُنَا وَصَارَ يَنْدُبُنَا مَنْ كَانَ يَهْجُونَا وَارْتَدَّ يُطْعِمُنَا مَنْ كَانَ يَسْأَلُنَا وَصَارَ شَامِتُنَا عَطْفًا يُحَابِينَا أَرَاذِلُ النَّاسَ بِالأَوْزَارِ تَرْجُمُنَا وَأَزْهَدُ النَّاسِ فِيْ الأَقْنَانِ يَشْرِينَا وَالقَهْرُ يَدْمَغُنَا وَالرُّعْبُ يَسْكنُنَا وَالزَّيْفُ يَسْلبُنَا أَدْنَى مَعَانِينَا طَالَتْ عَلَى مَضَض الأَيَّامِ غُصَّتُنَا فَالأَمْسُ يَنْهَشُنَا وَاليَوْمُ يُشْجِينَا فَمَا لَنَا بَلسَمٌ إِلَّا مَرَارَتُنَا وَلَا لَنَا مُشْفِقٌ إِلَّا أَعَادِينَا وَإِنْ شَكَوْنَا فَلَا حُرٌّ يُصَبِّرُنَا وَلَا مُوَاسٍ بِبَعْضِ القَوْلِ يُسْلِينَا لَا نَدْفَعُ الظُّلمَ إِلَّا عَنْ مُحَارِبِنَا وَلَا نُحَارِبُ إِلَّا مَنْ يُوَالِينَا لَا نَقْبَلُ الحَقَّ إِلَّا أَنْ يُحَاطَ بِنَا وَلَا نَرَى الشَّرَّ إِلَّا فِيْ تَآخِينَا وَلَا نَرَى الخَيْرَ إِلَّا فِيْ تَفَرُّقِنَا وَلَا الأُخُوَّةُ إِلَّا فِيْ تَعَازِينَا حَيَاتُنَا كُلُّهَا بِالنِّفْطِ قَدْ مُزِجَتْ فَلَا نَرَى المَاءَ صَفْوًا فِيْ أَوَانِينَا نُصَافِحُ الذِّئْبَ فِيْ ذُلٍّ وَمَسْكَنَةٍ وَلَا نُلَوِّحُ مِنْ بُعْدٍ لِأَهْلِينَا نَأْبَى الطَّرِيقَ وَإِنْ كَانَتْ مُعَبَّدَةً وَنَرْكَبُ السَّفْحَ وَالأَحْرَاشُ تَفْرِينَا لَا نَشْرَبُ المَاءَ عَذْبًا مِنْ مَنَابِعِنَا وَنَشْتَرِيهِ أُجَاجًا مِنْ مَوَالِينَا لَا نَعْرِفُ الفَخْرَ إِلَّا مِنْ هَزَائِمِنَا وَمَا لَنَا سَاتِرٌ إِلَّا مَخَازِينَا سُيُوفُنَا ضَرْبُهَا فِيْ قَلبِ حَامِلِهَا رِمَاحُنَا غَائِرَاتٌ فِيْ تَرَاقِينَا سِهَامُنَا صَائِبَاتٌ فِيْ مَحَاجِرِنَا خُيُولُنَا رَكْضُهَا فِيْ صَفِّ غَازِينَا كَانَتْ فِلَسْطِينُ أَقْصَى مَا يُؤَرِّقُنَا فَصَارَ أَدْنَى مَآسِينَا فِلَسْطِينَا لَنَا يَهُودٌ إِذَا قِسَتَ اليَهُودَ بِهِمْ غَبطْتَ أَهْلاً لَنَا فِيْ القُدْسِ عَانِينَا لِمَشْرَعِ الكُفْرِ فَتْكٌ فِيْ شَرِيْعَتِنَا وَلِلضَّلَالَاتِ خَبْطٌ فِيْ نَوَاصِينَا عَبَاءَةُ الدِّينِ لِلدَّجَالِ نُلبِسُهَا وَفَرَخُ بَلعَامَ شَيْخِ التِّيهِ يُفْتِينَا أَصْنَامِنَا اليَوْمَ أَرْبَابٌ مُسَلَّطَةٌ لَا تَمْنَحُ القُوْتَ إِلَّا لِلمُصَلِّينَا سُوْسُ المُرَابِينَ يَفْرِي فِيْ دَرَاهِمِنَا وَمُنْكَرَاتُ سَدُوْمِ فِيْ نَوَادِينَا تَطْفِيْفُ مَدْيَنَ بَعْضٌ مِنْ تَظَالُمِنَا وَكِبْرُ فِرْعَوْنَ جٌزْءٌ مِنْ طَوَاغِينَا وَبَغْيُ قَارُوْنَ شَيْءٌ مِنْ تَعَامُلِنَا وَسِحْرُ هَارُوْتَ فَيْضٌ مِنْ تَعَادِينَا وَنَارُ نَمْرُوْدَ نَوْعٌ مِنْ عُقُوبَتِنَا وَجَوْرُ هَامَانَ جُبْنٌ فِيْ زَبَانِينَا جُحُوْدُ عَادٍ قَلِيْلٌ عِنْدَ مُلحِدِنَا وَنَاقَةُ اللهِ عَنْزٌ عِنْدَ عَادِينَا وَبَطْشُ جَالُوْتَ عَدْلٌ عِنْدَ فَاتِكِنَا وَفِعْلُ دَاوُدَ إِرْهَابٌ يُجَنِّينَا وَنُصْحُ لُقْمَانَ لَغْوٌ فِيْ صَحَائِفِنَا وَحُزْنُ يَعْقُوْبَ صَبْرٌ فِيْ مَآسِينَا عَفَافُ يُوْسُفَ كَبْتٌ فِيْ حَضَارَتِنَا وَزهْدُ يَحْيَى هَوَانٌ فِيْ تَبَاهِينَا وَصَبْرُ أَيُّوْبَ حُزْنٌ فِيْ تَسَخُّطِنَا وَصَفْحُ عِيْسَى خُنُوْعٌ فِيْ تَدَاعِينَا أَسْتَغْفِرُ اللهَ! هَذَا بَعْضُ وَاقِعِنَا لَـمَّا غَدَونَا بِأَرْضِ التِّيْهِ ثَاوِيْنَا وَلَا رَجَاءٌ سِوَى غَيْثٌ يَمُنُّ بِهِ رَبُّ السَّمَوَاتِ بِالإِيْمَانِ يُحْيِينَا